الاستدراج
السيرة الذاتية
نظرتي للحياة:
اذا ما نظرنا الى الحياة بشكل عام فاليوم يختلف عن سالفه من السنين, فالحياة في تطور سريع في جميع المجالات الحياتية. ما دمنا نحن جزء من هذه الحياة فلا بد من اللحاق بها, نفتش عن النافع والمفيد لنا ولأبنائنا. ما دام كل شيء بتسارع الى تغيير, وجب اذا الوقوف عند ذلك والتفكير كيف لنا كمجتمع وأفراد أن نكون جزءا من هذا التغيير باتجاه الأفضل. وجب علينا جميعنا, وخصوصا كأهل ومربيي أجيال أن نشدد بالبحث والتمحيص واختلاق ما هو جديد وملائم لجميع جوانب حياتنا اليومية لنوصل أولادنا وطلابنا الى بر الأمان في خوض العراك الحياتي, لنتمكن من خلق أجيال تحسن التدبير.
مسيرتي التعليمية:
أنهيت المرحلة الابتدائية في مدرسة في قريتي عارة التي ولدت ونشأت فيها، ثم انتقلت للمدرسة الإعدادية في قرية عرعرة المجاورة. في الصف التاسع انتقلت إلى مدرسة أهلية في حيفا هناك أنهيت مرحلة التعليم الثانوي.
دائماً كنت طالبة متميزة من حيث التحصيل العلمي، وقد أنهيت دراستي بتفوق. بالاضافة لذلك كنت في الغالب هادئة, الأمر الذي جعلني محبوبة عند المعلمين ("الطالبة المثالية" ).
لم أكن من الطلاب اللذين يحبون التعبير الكتابي والانشاء لأن ذلك كان يتطلب جهداً مني لم أكن صبورة على بذله, ولكن الامر تبدل في الصفين التاسع والعاشر, فقد كانت معلمة اللغة الانجليزية في تلك المرحلة تعجب جداً بما أكتب وتقدر جهدي, بل وتقرأ أحياناً شيئاً مما أكتب أمام زملائي, الأمر الذي أشعرني بأني استثنائية, وطور لدي حب الكتابة والتعبير في اللغة الانجليزية بالذات, حيث أنني عندما قررت بعدها بثلاث سنوات الاحتفاظ بدفتر يوميات أوثق فيه تجاربي ومشاعري, كانت معظم كتاباتي فيه باللغة الانجليزية. هذه التجربة جعلتني أتأمل في الأثر الذي قد يتركه المعلم في نفس الطالب، وكيف له أن يرفعه وأن يساعده على تفجير الطاقات الكامنة بداخله إن هو أدى عمله ورسالته بأمانة وإحسان.
لماذا اخترت أن أكون معلمة:
حتى هذه المرحلة، وبعد انهائي المرحلة الثانوية، لم تكن لدي أي رغبة بأن أصبح معلمة بعد.
في المرحلة الأكاديمية اخترت بداية أن أتعلم علوم الحاسوب في جامعة حيفا، ولكني لم أكمل اللقب لظروف شخصية.
خلال تلك الفترة عملت في تدريس ساعات لا منهجية في موضوع الرياضيات لطلاب المرحلة الثانوية, وشعرت أن لدي القدرة على إيصال المعلومة للطالب، بل إن الكثيرين من طلابي أكدوا ذلك. استمتعت بتدريس طلاب 4 و 5 وحدات تعليمية بشكل خاص, أي الطلاب ذوي القدرات الجيدة والذين "أرادوا أن يتعلموا". اكتشفت من خلال تلك التجربة أنني أحب العمل والتعامل مع الرياضيات, ولم أحب أبدا أن أتعامل مع طلاب ذوي قدرات متدنية لأنهم أفسدوا علي متعتي مع الرياضيات! ولم أشعر أنني تمكنت فعلا من مساعدتهم, لأنهم ربما لم يتمكنوا من الحصول على الدرجات التي اعتبرتها أنا جيدة, وكنت محبطة من تدريسهم. كانت الصورة في البداية تتمحور حولي أنا وحول موضوع تخصصي.
اليوم أعي أنه أن أكون معلمة هو أمر أعمق من ذلك بالكثير الكثير, أن الطالب الانسان يحتاجني أن أكون معلمة جيدة, أعي أن المعلم مربي, وأمور أخرى عديدة, ومنذ بدأت رحلتي في الكلية إلى اليوم, ورسالتي كمعلمة لا تنفك تتشكل وتتبلور.
ما زلت أطمح أن أعلم طلاب 4 و 5 وحدات مستقبلا, ولكن الأمر بات نابعا من كوني أرى بأن هناك مكاني! ومع ذلك, فأنا واثقة بأني سأكون معلمة بكفاءة عالية وأحسن عملي لو شاءت الظروف أن أكون في أي مكان آخر.
من هو المعلم المثالي:
وتكملة لما سبق، فأنا أظن أن المعلم المثالي هو المعلم الذي يشعر أنه بأدائه دور المعلم فقد وجد مكانه ودوره في هذا العالم. كل صفة إيجابية أخرى تجعل من المعلم مثاليا هي برأيي نتيجة طبيعية لذلك الشعور.
صعوبات وتحديات:
كوني امرأة متزوجة، وأم لطفلة صغيرة، فقد واجهت تحديا كبيرا خلال فترة إعدادي لأكون معلمة، حيث كان من الصعب التوفيق بين الأمومة والواجبات الزوجية والمنزلية من جهة, والتعليم من الجهة الأخرى. اخترت أن أضع الأمومة على رأس سلم أولوياتي حتى لا أظلم ابنتي، وفي بعض الأحيان جاء ذلك على حساب تعلّمي، فكانت لدي بعض التقصيرات، ولكني كنت أتداركها سريعا وأبذل قصارى جهدي في إنجاز مهماتي وبشكل متميز، وها هي مسيرتي تكلل بالنجاح والحمد لله.
شخصية أثرت بي:
والدي! كان والدي قلما يعتمد على أصحاب الصنعات في أعمال الصيانة المنزلية, فقد كان يصلح كل شيء بنفسه, ولا يرى أحرص على أغراضه منه, وكان عندما ينهمك في اصلاح أمر ما أو أي عمل, يتصبب منه العرق فلا يفطن أن يمسحه من كثرة انهماكه, تفانيه وشغفه بما يصنع. أظنني أخذت هذه الصفة منه اعجابا مني بها, فلا أعمل عملا الا انهمكت فيه بكلي, بتفان وبشغف حتى أنجزه. ولكني لربما أكثر مرونة, فلا أرى ضيرا في العمل المشترك والاستعانة بأصحاب الخبرات.